ثقافة التطوع
الكاتب

المهندس/ ناصر المغيصيب

تاريخ النشر

23-06-2020
ثقافة التطوع

التطوع ... هو بناء حضاري وانساني واستثمار الطاقات والبذل والعطاء...

   فهناك اجماع على أهمية التطوع ودوره التنموي المستمر، وضرورة الاهتمام بثقافته وتوعية شبابنا وتربية أبنائنا عليها وذلك لتعزيز روح العطاء فيهم ليكون التطوع أسلوب حياة لديهم لتحمل مسؤولياتهم والقيام بواجباتهم نحو قضايا مجتمعهم وأمتهم، وقد دعت الكثير من القرارات سواء على المستوى العربي أو الدولي إلى استثمار جهود أفراد المجتمع وتمكينهم من المشاركة في خدمة المجتمع والمساهمة في عملية التنمية بمختلف مجالاتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية.

إن العديد من الحضارات قامت على معنى التطوع، وكثير من المشاكل المجتمعية تلاشت واختفت بسبب ثقافة التطوع. فالتطوع جهد له عدة أنواع: فقد يكون جهد مالي يقدمه الإنسان كصدقة، وأفضل الصدقات ما أخفت شمالك عن يمينك، أو يكون جهد عيني كالتبرع بالملابس القديمة أو توزيع المياه في فصل الصيف، وممكن أن يكون جهد بدني كالمساهمة في تنظيم عمل مجتمعي أو إنساني أو تنموي. وأجمل أنواع التطوع هو التطوع الفكري، لأن من خلاله يستطيع المتطوع أن يقدم النصيحة والعلم والاستشارة والعون، وتقديم ثمرة خبرة الحياة التي أخذت منه سنوات من البحث والعمل والقراءة، ويساهم بها بخدمة المجتمع ومثال على ذلك : التأليف، أو التخطيط أو التعليم أو كتابة مقالة كهذه المقالة التي تقرأها الآن. ولكن كي تكون هذه الجهود جهود تطوعية لابد أن تكون لخدمة المجتمع والإنسانية وأن تكون بدون مقابل ودون إلزام.

وللتطوع والعطاء فوائد عديدة سواء للذات (المتطوع) أو للمجتمع. ومن أهم الفوائد الذاتية: بناء شخصية المتطوع وصقل مهاراته واكسابه مهارات جديدة وملئ أوقات فراغه بشكل إيجابي، بالإضافة إلى الشعور بالرضى بما يقدمه من إنجاز. ودمجه بالمجتمع بشكل أكبر، فتساعد على تعريفه وتنمية وعيه بقضايا مجتمعه بشكل أكبر. وبالأخص مع إخلاص النية السليمة بأن تكون لله ، فهي أجر من الله تعالى، فأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس.

ومن أبرز الفوائد التي تعود على المجتمع من نشر ثقافة العمل التطوعي: المساهمة في سد بعض الاحتياجات المجتمعية سواء على المستوى الإنساني أو التنموي، ودعم بعض الفئات المهمشة التي لا تلقى العناية الكافي، خاصة في المجتمعات الفقيرة، وحل بعض المشكلات الصحية والاجتماعية والثقافية وغيرها. فالتطوع يساهم في نشر السلام والاستقرار في المجتمع ويساهم في توفير المصروفات ويدعم اقتصاد الدولة من خلال القيمة الاقتصادية للعمل التطوعي، وكثير من الدول وفرت الملايين بل المليارات من الدولارات بسبب التطوع .
 لذلك فإن التطوع هو بناء حضاري وانساني ولا ترتقي المجتمعات إلا به .

اقرأ أيضا