ما لذي يدور في ذهنك عندما تقوم بتشغيل التلفاز وتشاهدهم يتحدثون عن عجلة التنمية، أو عندما تقوم بالاطلاع على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي وتقرأ عبارة " التنمية المستدامة " ! . ما هي التنمية ؟ ومتى تكون هذه التنمية مستدامة ؟ عُرفت التنمية بأنها عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات والأفراد الذين يعيشون فيها من جميع النواحي سواء كانت في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي أو التعليمي أو غيرها من المجالات، لتأمين الحياة الكريمة لأفراد المجتمع. وتقاس استدامة التنمية باستمرارها ، وقدرتها على تلبية احتياجات الجيل الحاضر دون المساس بثروات الأجيال القادمة وحاجتها. وقد أجمع العالم على أهمية التنمية المستدامة وشرع بوضع أهداف لها وعددها سبعة عشر ومنها: الصحة الجيدة والرفاه و التعليم الجيد و الاستهلاك والإنتاج المسؤولان و العمل اللائق ونمو الاقتصاد. وكما قامت دولة قطر بوضع رؤية واضحة تنص على " أن تكون دولة قطر بحلول 2030، دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل". وتُبنى هذه الرؤية على ركائز أربعة وهي : (التنمية البشرية، التنمية الاجتماعية ،التنمية الاقتصادية ،التنمية البيئية) كما حث ديننا الحنيف على السعي من أجل التنمية بعدة طرق منها إعمار الأرض وبناء الإنسان الذي استخلفه الله سبحان وتعالى في الأرض ليجعله محور العجلة التنموية والقيمة الحقيقية لدورانها. ومن هنا ينبثق دور الشباب. ولكن من هم الشباب؟ ولماذا الشباب والتنمية المستدامة؟ عَرفت منظمة الأمم المتحدة الشباب بأنهم الفئة العمرية بين 15 – 24 سنة ، من ذكور وإناث. وهناك دول كثيرة تعّرف فئة الشباب بأنهم الفئة العمرية بين 16 – 30 سنة وبل أن البعض يعرفها إلى 35 سنة. وتشكل نسبتهم في المجتمعات ما يقارب ثلث السكان. فهم عنوان الطاقة، وهم المولد للحماس والطموح والإبداع والقوة، فهم ثروة من ثروات المجتمع ، ولهذا اهتمت دولة قطر بتمكين الشباب وتطويرهم في جميع المجالات، فالشباب هم " نصف الحاضر وكل المستقبل". فشباب اليوم لهم دور محوري في تسريع عجلة التنمية. فالموظف أو المهندس أو الطبيب أو المعلم أو أي مهنة يقوم بها أي شاب أو شابة وهم في طريقهم إلى عملهم لابد أن يكون لديهم الإدراك والوعي الكامل بأهمية دورهم كجزء من هذه التنمية المستدامة . فالشباب الواعي هم الذين يمارسون العمل بإتقان وبتخطيط مستمر، ويساهمون في زيادة قدرة المجتمع ورفع انتاجيته ومستوى المعيشة فيه. وحتى الطلاب والطالبات من فئة الشباب، عليهم أن يكونوا على يقين أن ما يتعلمونه اليوم في المحاضرات والفصول الدراسية، سيساهم في تطويرهم ودعمهم حتى يصبحوا قادرين على إحداث التغير والتطوير في المجتمع من حولهم نحو الأفضل وفي جميع مجالات الحياة ويرسمون ملامح مستقبل أفضل ويدعمون تنمية مجتمعهم المستدامة.
التطوع ... هو بناء حضاري وانساني واستثمار الطاقات والبذل والعطاء... فهناك اجماع على أهمية التطوع ودوره التنموي المستمر، وضرورة الاهتمام بثقافته وتوعية شبابنا وتربية أبنائنا عليها وذلك لتعزيز روح العطاء فيهم ليكون التطوع أسلوب حياة لديهم لتحمل مسؤولياتهم والقيام بواجباتهم نحو قضايا مجتمعهم وأمتهم، وقد دعت الكثير من القرارات سواء على المستوى العربي أو الدولي إلى استثمار جهود أفراد المجتمع وتمكينهم من المشاركة في خدمة المجتمع والمساهمة في عملية التنمية بمختلف مجالاتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية. إن العديد من الحضارات قامت على معنى التطوع، وكثير من المشاكل المجتمعية تلاشت واختفت بسبب ثقافة التطوع. فالتطوع جهد له عدة أنواع: فقد يكون جهد مالي يقدمه الإنسان كصدقة، وأفضل الصدقات ما أخفت شمالك عن يمينك، أو يكون جهد عيني كالتبرع بالملابس القديمة أو توزيع المياه في فصل الصيف، وممكن أن يكون جهد بدني كالمساهمة في تنظيم عمل مجتمعي أو إنساني أو تنموي. وأجمل أنواع التطوع هو التطوع الفكري، لأن من خلاله يستطيع المتطوع أن يقدم النصيحة والعلم والاستشارة والعون، وتقديم ثمرة خبرة الحياة التي أخذت منه سنوات من البحث والعمل والقراءة، ويساهم بها بخدمة المجتمع ومثال على ذلك : التأليف، أو التخطيط أو التعليم أو كتابة مقالة كهذه المقالة التي تقرأها الآن. ولكن كي تكون هذه الجهود جهود تطوعية لابد أن تكون لخدمة المجتمع والإنسانية وأن تكون بدون مقابل ودون إلزام. وللتطوع والعطاء فوائد عديدة سواء للذات (المتطوع) أو للمجتمع. ومن أهم الفوائد الذاتية: بناء شخصية المتطوع وصقل مهاراته واكسابه مهارات جديدة وملئ أوقات فراغه بشكل إيجابي، بالإضافة إلى الشعور بالرضى بما يقدمه من إنجاز. ودمجه بالمجتمع بشكل أكبر، فتساعد على تعريفه وتنمية وعيه بقضايا مجتمعه بشكل أكبر. وبالأخص مع إخلاص النية السليمة بأن تكون لله ، فهي أجر من الله تعالى، فأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس. ومن أبرز الفوائد التي تعود على المجتمع من نشر ثقافة العمل التطوعي: المساهمة في سد بعض الاحتياجات المجتمعية سواء على المستوى الإنساني أو التنموي، ودعم بعض الفئات المهمشة التي لا تلقى العناية الكافي، خاصة في المجتمعات الفقيرة، وحل بعض المشكلات الصحية والاجتماعية والثقافية وغيرها. فالتطوع يساهم في نشر السلام والاستقرار في المجتمع ويساهم في توفير المصروفات ويدعم اقتصاد الدولة من خلال القيمة الاقتصادية للعمل التطوعي، وكثير من الدول وفرت الملايين بل المليارات من الدولارات بسبب التطوع . لذلك فإن التطوع هو بناء حضاري وانساني ولا ترتقي المجتمعات إلا به .
ما لذي يدور في ذهنك عندما تقوم بتشغيل التلفاز وتشاهدهم يتحدثون عن عجلة التنمية، أو عندما تقوم بالاطلاع على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي وتقرأ عبارة " التنمية المستدامة " ! . ما هي التنمية ؟ ومتى تكون هذه التنمية مستدامة ؟ عُرفت التنمية بأنها عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات والأفراد الذين يعيشون فيها من جميع النواحي سواء كانت في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي أو التعليمي أو غيرها من المجالات، لتأمين الحياة الكريمة لأفراد المجتمع. وتقاس استدامة التنمية باستمرارها ، وقدرتها على تلبية احتياجات الجيل الحاضر دون المساس بثروات الأجيال القادمة وحاجتها. وقد أجمع العالم على أهمية التنمية المستدامة وشرع بوضع أهداف لها وعددها سبعة عشر ومنها: الصحة الجيدة والرفاه و التعليم الجيد و الاستهلاك والإنتاج المسؤولان و العمل اللائق ونمو الاقتصاد. وكما قامت دولة قطر بوضع رؤية واضحة تنص على " أن تكون دولة قطر بحلول 2030، دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل". وتُبنى هذه الرؤية على ركائز أربعة وهي : (التنمية البشرية، التنمية الاجتماعية ،التنمية الاقتصادية ،التنمية البيئية) كما حث ديننا الحنيف على السعي من أجل التنمية بعدة طرق منها إعمار الأرض وبناء الإنسان الذي استخلفه الله سبحان وتعالى في الأرض ليجعله محور العجلة التنموية والقيمة الحقيقية لدورانها. ومن هنا ينبثق دور الشباب. ولكن من هم الشباب؟ ولماذا الشباب والتنمية المستدامة؟ عَرفت منظمة الأمم المتحدة الشباب بأنهم الفئة العمرية بين 15 – 24 سنة ، من ذكور وإناث. وهناك دول كثيرة تعّرف فئة الشباب بأنهم الفئة العمرية بين 16 – 30 سنة وبل أن البعض يعرفها إلى 35 سنة. وتشكل نسبتهم في المجتمعات ما يقارب ثلث السكان. فهم عنوان الطاقة، وهم المولد للحماس والطموح والإبداع والقوة، فهم ثروة من ثروات المجتمع ، ولهذا اهتمت دولة قطر بتمكين الشباب وتطويرهم في جميع المجالات، فالشباب هم " نصف الحاضر وكل المستقبل". فشباب اليوم لهم دور محوري في تسريع عجلة التنمية. فالموظف أو المهندس أو الطبيب أو المعلم أو أي مهنة يقوم بها أي شاب أو شابة وهم في طريقهم إلى عملهم لابد أن يكون لديهم الإدراك والوعي الكامل بأهمية دورهم كجزء من هذه التنمية المستدامة . فالشباب الواعي هم الذين يمارسون العمل بإتقان وبتخطيط مستمر، ويساهمون في زيادة قدرة المجتمع ورفع انتاجيته ومستوى المعيشة فيه. وحتى الطلاب والطالبات من فئة الشباب، عليهم أن يكونوا على يقين أن ما يتعلمونه اليوم في المحاضرات والفصول الدراسية، سيساهم في تطويرهم ودعمهم حتى يصبحوا قادرين على إحداث التغير والتطوير في المجتمع من حولهم نحو الأفضل وفي جميع مجالات الحياة ويرسمون ملامح مستقبل أفضل ويدعمون تنمية مجتمعهم المستدامة.
التطوع ... هو بناء حضاري وانساني واستثمار الطاقات والبذل والعطاء... فهناك اجماع على أهمية التطوع ودوره التنموي المستمر، وضرورة الاهتمام بثقافته وتوعية شبابنا وتربية أبنائنا عليها وذلك لتعزيز روح العطاء فيهم ليكون التطوع أسلوب حياة لديهم لتحمل مسؤولياتهم والقيام بواجباتهم نحو قضايا مجتمعهم وأمتهم، وقد دعت الكثير من القرارات سواء على المستوى العربي أو الدولي إلى استثمار جهود أفراد المجتمع وتمكينهم من المشاركة في خدمة المجتمع والمساهمة في عملية التنمية بمختلف مجالاتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية. إن العديد من الحضارات قامت على معنى التطوع، وكثير من المشاكل المجتمعية تلاشت واختفت بسبب ثقافة التطوع. فالتطوع جهد له عدة أنواع: فقد يكون جهد مالي يقدمه الإنسان كصدقة، وأفضل الصدقات ما أخفت شمالك عن يمينك، أو يكون جهد عيني كالتبرع بالملابس القديمة أو توزيع المياه في فصل الصيف، وممكن أن يكون جهد بدني كالمساهمة في تنظيم عمل مجتمعي أو إنساني أو تنموي. وأجمل أنواع التطوع هو التطوع الفكري، لأن من خلاله يستطيع المتطوع أن يقدم النصيحة والعلم والاستشارة والعون، وتقديم ثمرة خبرة الحياة التي أخذت منه سنوات من البحث والعمل والقراءة، ويساهم بها بخدمة المجتمع ومثال على ذلك : التأليف، أو التخطيط أو التعليم أو كتابة مقالة كهذه المقالة التي تقرأها الآن. ولكن كي تكون هذه الجهود جهود تطوعية لابد أن تكون لخدمة المجتمع والإنسانية وأن تكون بدون مقابل ودون إلزام. وللتطوع والعطاء فوائد عديدة سواء للذات (المتطوع) أو للمجتمع. ومن أهم الفوائد الذاتية: بناء شخصية المتطوع وصقل مهاراته واكسابه مهارات جديدة وملئ أوقات فراغه بشكل إيجابي، بالإضافة إلى الشعور بالرضى بما يقدمه من إنجاز. ودمجه بالمجتمع بشكل أكبر، فتساعد على تعريفه وتنمية وعيه بقضايا مجتمعه بشكل أكبر. وبالأخص مع إخلاص النية السليمة بأن تكون لله ، فهي أجر من الله تعالى، فأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس. ومن أبرز الفوائد التي تعود على المجتمع من نشر ثقافة العمل التطوعي: المساهمة في سد بعض الاحتياجات المجتمعية سواء على المستوى الإنساني أو التنموي، ودعم بعض الفئات المهمشة التي لا تلقى العناية الكافي، خاصة في المجتمعات الفقيرة، وحل بعض المشكلات الصحية والاجتماعية والثقافية وغيرها. فالتطوع يساهم في نشر السلام والاستقرار في المجتمع ويساهم في توفير المصروفات ويدعم اقتصاد الدولة من خلال القيمة الاقتصادية للعمل التطوعي، وكثير من الدول وفرت الملايين بل المليارات من الدولارات بسبب التطوع . لذلك فإن التطوع هو بناء حضاري وانساني ولا ترتقي المجتمعات إلا به .